صرخه بكل صمت

بدأت الشمس بالغروب
وبدأ النور يحتضر تحت سكون الظلام
كلما رايت ذاك الظلام يخيم على الكون
أحسست برهبة وخوف

ادركت أنه قد اقترب موعد جر حبال الذكريات
حان وقت جريان أنهار الدموع على وديان الخدود
قد احببت الليل وكرهته
احببته لاني اكون حينها في كامل عزلتي وهدوء الكون من حولي
لا اسمع سوى صوت هدير الامواج

وكرهته لاني ايقن باني
سوف ابكي ندم
على ما حل بقلبي من الم

جلست كالعاده وحيده..احاول ان ابتسم للبحر
لانه قد احاطه الملل من همومي ورؤيه دموعي
احاول ذبح اليأس والحزن الذي اتخذ مني موطنا
بعد ان اصبحت مسرحا لهؤلاء البشر
لتمثيل ما اعجبتهم من أدوار..خبيثه

جلست الملم بقايا عزت وكبرياء وشموخ انثى
قد جار عليها الزمان ورماها في احضان الالم
صرخت وبكل صمت ..كفى الما
أخرجت سهما من صدري لكنه ترك اثرا لن يمحيه الزمان
وعندما اخرجته احسست بالم ..فما كان الا
ان صرخت بآآه
قد شقت سكون الليل

رايت القمر وهو حزين يجر همومه صاعدا الى وسط السماء
بعدها عاودت النظر الى تلك الامواج
تكلمت معها بصمتي وجبروتها
كانت هي معلمي الوحيد في غربتي
واي غربه ..غربتي وسط روحي
قد علمتني الامواج الوقوف في وجه الريح مهما زادت

وفجاة ..واذا بصوت خاافت يدق مسامعي
وقفت لبرهه من الزمن
واذا به عاوود مرة اخرى
حاولت معرفه مصدر ذاك الصوت الذي اتى على غير العاده
واذا به القمر
سالني قائلا:: هل لي بسؤال قد حيرني منذ أن رأيتك تأتين لهذه الشواطئ
لما انت وحيده؟؟ اني رأيت غيرك الكثير يأتون ولكنهم ليسوا وحيدون؟؟
وحتى لو أتى احدهم وحيدا اراه في اليوم التالي وقد اتخذ من الورى خليلا

لما انتي وحيده؟؟؟ سؤال لا اجد جوابا له سوى الصمت
كان جوابي للقمر ان ابتعدت بناظري بعيدا عنه
خوفا من ان تكشف عيناي ما خبأت وسط أعماقي

حيث لا جواب لدي
فقد تكسرت الكلمات على أعتاب الشفاه
أحسست بنزف دم وسط قلبي
أحسست أني أعجز عن التفوه باي كلمه
فكان صمتي عالم قد عشته مع احزاني وهمومي
ولا استطيع الخروج منه

لا احد يعلم بما اكنه في صدري سوى ذلك الصديق الوفي
وجدته قد بكى معي ونزف بجرحي
ولكنه أيضا لم يسعفني ولما سالته
لما يا قلمي.. حين كنت بحاجه لك لم تسعفني..
جاوبني .. اعذريني فالمك لا يحتمله ورق ولا يسطره حبري

نزلت دموعي حينها

نظرت الى القمر مرة اخرى .. حاولت اجابته عن سبب وحدتي
فكان جوابي نزف مشاعر قد ارتسم وسط عيون
قد جرحت من دموع خالطها الدم

علمت حينها انني قد ابكيت أوفى اصدقائي
علمت اني قد جرحتهم بجروح فرضها علي الزمان
وهاهم ايضا يقفون مكتوفي الايدي
طلبت منهم المساعده

فكان جوابهم ان
اكسري قيود الحزن واقفال الالم
بدعاء من هو ربا للبشر

كان لهمسات البحر والقلم والدموع
وقع في نفسي
حينها ادركت انني قد جعلت نفسي وسط طوفان من اليأس
والهموم والوحده

فوقفت متسلحه بالايمان والامل والتفاؤل
واذا بغيمه قد انقشعت من سمائي

وبعدها رايت بشعاع نور في اخر الممر
فذهبت مسرعه اليه
حينها ادركت اني ليس الوقت من سرقني
وانما انا من سرقته

ومن جديد اشرقت شمس الحياة
وعاود النور دربي

فهمست من اعماق قلبي

حمدا لك يا ربي ...