شرطه النجده
مشرف مميز
الابراج : عدد المساهمات : 567 عدد النثقاط للعضو : 1613 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 03/01/2011 العمر : 39 الموقع : toto_deeb@yahoo.com
| موضوع: ( && الطب النبوي .. وقواعد العلاج && ) !!! الثلاثاء يناير 11, 2011 3:18 pm | |
| الطب النبوي .. وقواعد العلاج
لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يبني صرح هذا الدين القويم بوحي من رب العالمين يضع قواعد أساسية ومسلمات رئيسة تنير للناس دروبهم وتعينهم على شؤون معاشهم ومعادهم.
وكان من جملة تلك القواعد، ومن ضمن تلك المسلمات التي أثرت تأثيرا بالغا في الممارسة الطبية وطلب التداوي والعلاج، إقرار النبي صلى الله عليه وسلم بأن لكل داء دواء، علمه من علمه وجهله من جهله، حيث تواترت النصوص الشرعية على تأكيد ذلك وتعليق الناس به، فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما أنزل الله من داء إلا أنزل له شفاء) رواه البخاري، وعن زيادة بن علاقة عن أسامة بن شريك، قال: (نمت عند النبي صلى الله عليه وسلم، وجاءت الأعراب، قالوا: يا رسول الله أنتداوى؟ فقال: نعم، يا عباد الله تداووا، فإن الله عز وجل لم يضع داء إلا وضع له شفاء غير داء واحد، قالوا: ما هو؟ قال: الهرم) رواه أحمد وأبو داود، وصححه الألباني. وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله عز وجل لم ينزل داء إلا أنزل له شفاء، علمه من علمه وجهله من جهله) رواه أحمد والنساني وابن ماجة، وصححه الألباني، وروى مسلم في صحيحه عن جابر بن عبدالله - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لكل داء دواء، فإذا أصيب دواء الداء برأ بإذن الله عز وجل).
قال ابن القيم في زاد المعاد: يجوز أن يكون قوله: (لكل داء دواء) على عمومه.. حتى يتناول الأدواء القاتلة، والأدواء التي لا يمكن لطبيب أن يبرئها، ويكون الله عز وجل قد جعل لها أدوية تبرئها، ولكن طوى علمها عن البشر ولم يجعل لهم إليه سبيلا، لأنه لا علم للخلق إلا ما علمهم الله، ولهذا علق النبي صلى الله عليه وسلم الشفاء على مصادفة الدواء للداء، فإنه لا شيء من المخلوقات إلا له ضد، وكل داء له ضد من الدواء يعالج بضده، فعلق النبي صلى عليه وسلم البرء بموافقة الداء للدواء.. ا.هـ.
وفي قوله صلى الله عليه وسلم: (إذا أصيب دواء الداء برأ بإذن الله عز وجل) نكتة لطيفة؛ فإن فيه قدر زائد على مجرد وجود الدواء، بل لا بد من توافق الدواء مع لوازم إزالة الدواء للداء، فللأدوية مقادير معينة لتؤثر في الأدواء الموافقة لها، وإن زيادة الدواء قد يؤدي إلى ضرر آخر كما أن نقصانه قد لا يفي بمقاومة المرض.
إن ورود مثل هذه النصوص الكريمة ممن لا ينطق عن الهوى وممن أعطى مفاتيح بعض الغيبيات له أثره الكبير والعميق على المعالِج والمعالَج.
فهذا الإقرار يفتح باب الأمل دائما أمام الباحثين والعلماء كي يطوروا تجاربهم وأبحاثهم حتى يصلوا إلى الدواء المنشود، وفيه تنشيط للأطباء والمختصين بالأدوية والمداواة على التدقيق والبحث والتجارب واكتشاف الأدوية للأمراض التي لم يُكتشف لها دواء ناجح وإخراج أدوية أفضل من سابقتها.
كما أنه يفتح باب الرجاء أيضا أمام المرضى، حيث يستقر في قلوبهم يقين بأن الدواء موجود، وأن الله سبحانه قادر على أن ييسر لهم أسلوب العثور عليه، وفيه كذلك تقويم لنفس المريض، فإن المريض إذا استشعرت نفسه أن لدائه دواء يزيله، تعلقت نفسه بالرجاء، وبردت منه حرارة اليأس، ومتى قويت معنوياته ذهب توهنه الذي هو عدو ثان بعد المرض، ونشطت قوى دفاع أعضائه مما يساعد على سرعة الشفاء - بإذن الله تعالى .
قال ابن القيم: تضمنت هذه الأحاديث إثبات الأسباب والمسببات وإبطال قول من أنكرها.
وهذا بطبيعة الحال يقتضي أن يكون المرض من تدبير الله تعالى وقدره، وكذا طلب العلاج والتوفيق للوصول إليه، وفي المسند والسنن عن أي خزامة عن أبيه قال: يا رسول الله أرأيت رقاة نسترقي بها، ودواء نتداوى به، وتقاة نتقيها، هل ترد من قد الله شيئا؟ قال: (هي من قدر الله) رواه أحمد والترمذي.
قال ابن القيم - رحمه الله -: وقد أجاب النبي صلى الله عليه وسلم على كون طلب العلاج من قدر الله تعالي بما شفى وكفى، فقال: هذه الأدوية والرقى هي من قدر الله، فما خرج شيء من قدره بل يرد قدره بقدره، وهذا الرد من قدره، فلا سبيل إلى الخروج عن قدره بوجه ما، وهذا كرد قدر الجوع والعطش والحر والبرد بأضدادها، وكرد قدر العدو بالجهاد.. وكل من قد الله: الدافع والمدفوع والدفع. ا. هـ.
ومن هنا تميز المسلمين بنظرتهم لأسباب المرض ولطرق علاجه، ووضع النبي صلى الله عليه وسلم في طبه الذي أوحاه الله له هذا الأصل العظيم وهذه القاعدة الصلبة التي تدفع للبحث وتحيي الأمل، وقد روى في أثر إسرائيلي، أن إبراهيم الخليل عليه السلام قال: يا رب ممن الداء؟ قال: (مني)، قال: فممن الدواء؟ قال: (مني)، قال: فما بال الطبيب؟ قال: (رجل أُرسل الدواء بيده).
| |
|