كوني لغة انطقها

تنهض في ذاكرتي عيناها

تخترقان خريفي الغجري

تمدان فؤادي بالنبض ... النور ... الخفقان

أزحف في غابات الكون الأسطورة

مبهوراً تحت سكرات الحب

يغطيني نبض الشوق الحارق

أتلمس دربي بين أطيافك في الليل

وحيداً أبكي في الليل

وتبكيني حروف الشعر

اللغة الضائعة

الورق المتطاير في الريح

وينشدني حنيني اليك

أتقدي يا ناراً تحرقني

يا ناراً تقتلني بالكلمات

عيناك تأتيني عبر الأمواج قبيل الصبح

وتنتصب أمامي لامعةً كالذهب الخالص

وأنا فوق الشط أعانقها بالنظرات

أحدثها بالنظرات

وتهمس لي: أهواك

وتأخذني بين يديها الوادعتين

تقبلني

والبحر يرانا

البحر يغطينا بالأعشاب المائية والأصداف

أهواك: اقترب الآن فما من أحد يرصدنا

قالت: اقترب الآن لتكتمل الرؤيا المسكونة

بالحب الأسطوري

ليرتاح مخاض الشمس

أغرق في الآهات

أسقط في دفئ النظرات

ماذا أكتب عن عينيك؟

فعيناك القلم .. الحبر.. وعيناك الأوراق

ماذا أفعل بالشعر

وأكتب .. أكتب

لا تستريح الكتابة

أكتب

لا ينضب البحر

أكتب

وماذا يفعل في الشعر؟

أصبح حبك خارطتي

أصبحت خارطتي أنت

سأطير على أجنحة الأيام إليك

أحمل قلبي باقة أزهارٍ جبلية

أغسل وجهي في ماء الصبح المتدفق

من عينيك سيولاً أبديه

يا سارقةً قلبي أرهقني الشوق

أيتها الفاتحة حياتي بشراع العشق المتلألئ

كوني وطناً يجمع أشلائي المنثورة

أمام الغابات

كوني أحضانا اسكنها

أمتزج بها

أغمرها بالحزن .. الغبطة .. والحب الناري

كوني لغةً أنطقها

في هذا العصر الحجري

ولا أنساها

فأنا أبحث عن لغةٍ أنطقها

في هذا العصر الحجري

ولا أنساها

أراك في ليلة العرس مثقلةً بالندى

نجمةً

تعتلي صهوة الحلم خلف السحاب

الرياحين تورق في راحتيك

العصافير تعزف لحن المسرة من شفتيك

البحار تبادلك الحب

هذي الجبال .. العصافير

والشجر الباسق الباسط الكف

أنت عيون الجداول

أنت ظلال البساتين

ما زلت وستبقي

أميره

تنزرعين كما العشب في صدري

أنتمي إليك

كما ينتمي الماء للنهر

والصدف المتلألئ للبحر

هذا ابتهالي إليك

أدعوك أن توقفي زمن الاغتراب

أن تحتويني برفق الأمومة

نزف الجروح العليلة

ما عدت أرهب زحف الليل

زمجرة الليل ... أقبية الحزن

فحين أحبك

ينصهر الخوف في قبضتي

وترتجف السموات المغطاة بالزرقة الحالمة

وأرفض ليل التوابيت

ليل المراثي

أناديك: حبيبتي ... أناديك

فلتنهضي

حان وقت النهوض ووقت العطاء

إذن فانهضي

انصهري في ضلوعي بلادا
ً
أغاني .. خلايا .. عصافير شوق

محاراً .. بنفسجه من عذاب .. منارة

تخرج من ساعديك حقول الرياحين

ينطلق الفرح المتأصل في مرفأ عينيك

ناديت: حبيبتي .. فانطلقي

تشتهيك البحار التي في صدري

الغصون التي في أوردتي

وفي شغف تشتهيك عيوني

وإني أحبك

إني أحبك

ماذا أسميك ؟

لا أفصل الآن بين احتمالين

جسمين ملتصقين

إني أسميك حارسة الحلم

خارطة الحب

أسميك ملحمة أشواقي الرائعة

سأمنحك الآن عرساً من النور

أُعلن للناس أنك أنت البدايات

في أوجها

في مداها البديهي

أنت الرياح التي حركت

ساعة الزمن الجامدة

قلت: أمنحك الوقت والنظرة الشاملة

قلت: أمنحك الصحوة الرافلة

وأجثو على صدرك الرحب

أغفو على صدرك الرحب

تأخذني الضحكة الآفلة

وأنفث شوقي المكرس في القلب

وأشم رائحةً تهدهد نبضي الملتاع