°•..•° الأساطير ذات الأصل التاريخي °•..•°
على الرغم من أن عدد الأساطير الأغريقية التى تستند إلى أصول تاريخية ل ، إلا أنه يوجد منها ما تفوق شهرته شهرة أكثر الأساطير الإغريقية الخيالية ... ومثال على ذلك.. أشهر ما يعرفه الناس عن الأساطير الإغريقية (الإلياذة ) و (الأوديسة) .
°•..•° الإلياذة °•..•°
الإلياذة هي واحدة من أعظم المل على مر التاريخ ، يغلب الرأى على أن من كتبها هو الشاعر العظيم ( هوميروس ) " Homer " ، وهناك رأى آخر يرى أن ( هوميروس ) ليس له وجود من الأساس ، وأنه شخصية أسطورية أخرى من الشخصيات الإغريقية التى لا تنتهى ، ولكن كما قلنا فإن الرأي الغالب هو أنه من كتب تلك الملحمة الخالدة .
الأصل التاريخي : تتميز الإلياذة عن غيرها من الأساطير الإغريقية ، بأنها ذات أصل تاريخى ، ويتفق العلماء على أن أصل تلك الملحمة هى الحروب التي دارت منذ ألفاً ومائتى عام قبل الميلاد ( 1200 ق . م ) بين أهل ( هيلاس ) ، وهى الأراضي الواقعة غرب الدردنيل وأغلبها اليوم في دولة اليونان ، ومعهم مملكة مسينا - وهي مملكة ( أجاممنون ) في الأسطورة - ، وبين ( طروادة ) " Trojan " ، حول النفوذ التجاري وحرية الملاحة في بحر إيجة وبحر المرمرة ولكن الشاعر ( هوميروس ) صاغ تلك الحروب في ملحمةٍ شعريةٍ رومانسية تحكى بطولات الإغريق ومحافظتهم على شرفهم .
ملحمة الإلياذة : تحكى ملحمة الإلياذة أحداث العام العاشر من حصار ( طروادة ) ، و قد بدأ ( هوميروس ) ملحمته بغضبة ( أخيليوس ) " Achilles " على قومه وعدم اشتراكه في القتال ، ولكن لكي ندرك الملحمة جيداً ، يجب أن نتابع المعركة منذ البداية ، و بداية المعركة و نهايتها في ( طرواده ) .
بدأت الأحداث بأول مسابقة جمال في العالم ، كان الحكم في تلك المسابقة هو ( باريس ) الراعي الفقير ، والمتسابقات ( حيرا ) " Juno "ملكة أرباب الأوليمب ، و ( أثينا ) " Minerva " ربة الحكمة ، و ( أفروديتى ) " Venus " ربة الجمال ومعشوقة الآلهة والبشر ، وكانت الجائزة هي تفاحة أيريس الذهبية ، و ( أيريس ) هي ربة الخصام والعداوة ، وهى من ترك تلك التفاحة في إحدى حفلات الأوليمب - ويقال أنها حفلة زواج ( بيليوس ) و ( ثيتيس ) جنية الماء - التي لم تدعى إليها وكتبت عليها بكل خبث " للأجمل " ، فتصارعن على التفاحة ؛ كل ربة ترى أنها الأجمل ، وقررن الثلاثة - حيرا وأثينا وأفروديتى - أن يحتكمن بأول رجل يعبر التل وكان ( باريس ) " Paris " هو ذلك الرجل .
كل واحدة طلبت منه أن يعطيها التفاحة الذهبية ، وعرضت عليه في المقابل مكافأة كبيرة ، فـ ( حيرا ) عرضت عليه الثروة الطائلة التي لا تنفذ وأن يكون ملكاً على ( طروادة ) ، وعلى أرض اليونان كلها ، أما ( أثينا ) عرضت عليه أن يكون أحكم و أعقل أهل الأرض و أعلمهم ، أما ( أفروديتى ) قالت له " مهلاً أيها الشاب التفاحة للأجمل وأنا ربة الجمال ، ولك منى إن أعطيتني التفاحة أن أزوجك بأجمل امرأة في هذه الدنيا "، فأعطاها التفاحة وكسبت ( أفروديتى ) ، وأكتسب ( باريس ) كذلك غضب (حيرا ) و ( أثينا ) .
أما ( أفروديتى ) فأخبرته أنه أمير ( طروادة ) وأنه ابن ملكها ( بريام ) ، وقصت عليه رؤيا أباه حين ولد ، والتي فسرها العرافون أن الغلام الذي يولد له سيكون سبب دمار ( طروادة ) ويجب أن يُقتل ، ولكن الملك أشفق أن يقتله بيده ، ولكنه تركه على تل كي تأكله السباع ، فوجده راع فقير ورباه ، فذهب ( باريس ) على الفور إلي ( طروادة ) ، وعرفه الملك لشب الشديد به و بسائر أخوته ، وجعله أميراً على ( طروادة ) .
وبعد أن أستتب له أمر ( طروادة ) ، طلب من أبيه أن يعطيه أسطولاً ليجوب العالم و يسافر و يجرب ، وحين غادر الأسطول ، رسا في ( أسبرطة ) " Sparta " أقوى مدن الإغريق عسكرياً ، وأكرم الملك ( مينلاوس ) .. ( باريس ) كأمير ( طرواده ) ، وفي نفس الوقت قابل الضيف الإكرام .. بالخيانة ، لقد صار يغازل الملكة ( هيلين ) ملكة ( أسبرطة ) و زوجة ( مينلاوس ) أجمل إغريقية وأجمل امرأة رأها في حياته ... ونفذت ( أفروديتى ) وعدها ، وألقت بسحر على ( هيلين ) جعلها تنسى زوجها و ابنتها ( هرميون ) ، وبلدها ( أسبرطة ) لتهرب مع ( باريس ) إلى ( طرواده ) ، ولم يكتفي ( باريس ) بذلك ، بل سرق قصر ( مينلاوس ) ، سرق كل كنوزه و أمواله .
وبالطبع لم يسكت ( مينلاوس ) على هذه الصفعة الكبرى التي أصابته في صميم شرفه وكرامته وكبريائه ، ولم يصمت على الخيانة ، فأطلق أبواق الحرب على ( طرواده ) ، واستدعى حلفائه من كل بلاد الإغريق ، وبعد جهدٍ غير يسير أخرجت بلاد الإغريق من ابنائها مئة وعشرين ألفاً ( 120.000 ) ، منهم ( أوديسيوس ) " Odysseus " الماكر ، و ( نستور ) " Nestor " الحكيم ، و ( أخيليوس ) " Achilles " أقوى وأمهر محارب على وجه الأرض ، وكان يقود هذا الجيش ( أجاممنون ) شقيق ( مينلاوس ) الأكبر وأقوى ملوك الإغريق .. ونزلوا شواطئ ( طروادة ) وحاصروها تسع سنوات كاملة .
صورة تخيلية للملحمة
وفي العام العاشر بدأت الملحمة ، بدأت ( بأجاممنون ) الذي أسر ابنة كاهن ( أبوللو ) " Apollo " رب الشمس والضياء ، فدعا عليه الكاهن فصب ( أبوللو ) جام غضبه على الإغريق ، ولكي يعتذر ( أجاممنون ) أعاد الابنة لأبيها ، وحتى لا يبقى بدون أسيرة تؤنس وحدته ، أخذ ( أجاممنون ) الأميرة الطروادية الحسناء ( برسياس ) والتي كانت أسيرة لدى ( أخيليوس ) ، فقال ( أخيليوس ) لـ ( أجاممنون ) " أجبانٌ أنت أثناء القتال ! ثم في الغنائم تسلبني حقي ، كلا منذ اليوم لم يعد سيفي سيفك ".. ، و انسحب من القتال هو و أتباعه المرميدون إلي سفينته ، وكان معه صديقه و ابن عمه ( بتروكولوس ) .
وفي القتال ظهر ضعف الإغريق بعد انسحاب ( أخيليوس ) ، و شبع ( هكتور ) " Hector " قتلاً في الإغريق ، والذي كان هو الصخرة التي تدافع عن ( طروادة ) ، و ثاني أقوى و أمهر مقاتل في المعركة كلها بعد ( أخيليوس ) الذي انسحب ، وكان يقاتل لا دفاعاً عن أخيه ( باريس ) المستهتر ، فهو يستنكر فعلته ، ولكنه يدافع عن بلده ووطنه ( طروادة ) ضد الإغريق الذين لن يكفيهم عودة ( هيلين ) و كنوز ( مينلاوس ) وقتل ( باريس ) فقط ، بل سيدمرون ( طروادة ) ويجعلون عاليها سافلها .
وكل يوم يحاول الإغريق إقناع ( أخيليوس ) كي يقاتل معهم ، وهو يرفض ، وكل يوم يقف على التل يشاهد القتال ، ويشاهد ما يفعله بهم ( هكتور ) الذي لم يصمد أمامه سوى ( أجاكس ) " Ajax " ثاني أبطال الإغريق بعد ( أخيليوس ) ، وكل ما فعله الأخير هو العزف على قيثارته .
دمتم في خير و سلام ,,
و حفظكم الرحمن ,,
بالتوفيق إن شاء الله ,,