دعا مطران الطائفة الأرثوذكسية السريانية في بريطانيا الأحد جميع المسيحيين في العراق إلى مغادرة الدولة التي تشهد أعمال عنف متزايدة ضد المسيحيين من شتى الطوائف، وذلك بعد نحو أسبوع على العملية المسلحة التي استهدفت إحدى الكنائس في بغداد.
وهاجم المطران أثاناسيوس داود الحكومة العراقية لعدم بذلها المزيد من أجل حماية حقوق الأقليات، وحث المسيحيين على مغادرة العراق.
وقال في تصريحات وصلت نسخة منها إلى CNN: "أقول الآن وبوضوح.. على المسيحيين أن يغادروا بلد أجدادنا المحبوب والعزيز والنجاة من التطهير العرقي المتعمد.. فهذا أفضل من قتلهم الواحد تلو الآخر."
ودعا في قداس في لندن الأحد الحكومة البريطانية وبعض الدول الغربية إلى منح المسيحيين في العراق حق اللجوء السياسي.
وقال إن الحكومة العراقية ضعيفة ومنحازة إن لم تكن متطرفة، وهي لا تحمينا ولا تحمي الأقليات الأخرى، وتجاهلت حقوقنا المشروعة.. ولذلك فإننا نطالب الحكومة البريطانية ودول الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة بحمايتنا."
وأضاف أنه يطالب الحكومة البريطانية كذلك "بمساعدة المسيحيين العراقيين ومنحهم حق اللجوء الإنساني من أجل المحافظة على من تبقى من الضحايا الذين لم يحملوا السلاح للقتال والقتل."
وجاءت دعوة المطران داود بعد حوالي أسبوع على المجزرة التي ارتكبها مسلحون في كنيسة سيدة النجاة في العاصمة العراقية بغداد، والتي أسفرت عن مقتل حوالي 50 شخصاً وإصابة 75 آخرين بجروح بعد تدخل قوات عراقية من أجل الإفراج عن الرهائن داخل الكنيسة.
وتبنى تنظيم القاعدة في العراق الهجوم على الكنيسة في بيان لاحق.
وكان الخاطفون قد طالبوا بمبادلة الرهائن بمعتقلين في السجون العراقية، وهو أمر رفضته أجهزة الأمن التي قامت بتوجيه إنذار للمسلحين، دعتهم فيه إلى تسليم أنفسهم أو الاستعداد لمواجهة عملية اقتحام، وهو ما جرى بالفعل، ونجم عنه مقتل نحو 50 شخصاً، عدا الجرحى.
ووجهت "دولة العراق الإسلامية،" المظلة التي تضم مجموعة من التنظيمات وبينها تنظم القاعدة في العراق، رسالة تهديد إلى المسيحيين في الدول العربية، وتوعدت بشن هجمات على كنائس في العراق ودول المشرق ومصر، وذلك استجابة لما قالت إنه "نداء الله والمستضعفات من المسلمات المأسورات" في كنائس مصر.
وجاء تهديد التنظيم عبر رسالة صوتية تلاها شخص لم يعرّف عن نفسه، ولكنه أعلن مسؤولية "كتيبة الاستشهاديين في جيش دولة العراق الإسلامية" عن الهجوم الذي استهدف كنيسة "سيدة النجاة" في بغداد الأحد، واضعاً ما جرى في إطار السعي لإطلاق نساء قيل إن الكنيسة القبطية في مصر تتحفّظ عليهن بعد إسلامهن.
من ناحية ثانية، انتقد الزعيم الشيعي العراقي، مقتدى الصدر، أداء القوى الأمنية مؤخراً، وخاصة بعد الهجوم الذي استهدف كنيسة "سيدة النجاة" داعياً إلى "فتح باب التطوع لتشكل أفواج من المؤمنين لغرض حماية المقدسات الدينية، سواء العتبات أو المساجد أو الأديرة والكنائس."
ووجه الصدر، في بيان تمت تلاوته في المساجد، التعازي لضحايا الهجمات الأخيرة، وقال إن "السكين، وإن كانت بيد الإرهابيين، إلا أنها ترجع في النهاية إلى الاحتلال الظالم،" في إشارة إلى تحميله الولايات المتحدة مسؤولية ما جرى.